قصة الطفله والعصفور

في زمان ليس بقديم......في مكان ليس بعيد

في حي عتيق تحت شجرة كبيرة بيت صغير لونه التراب يهتز بابه لصوت الريح خلف نافذة مهشمه يطل وجه بريء وجه طفلة صغيرة عيناها ناضرة الى السماء تراقب عصفور صغير طار وحل على الشجرة.

قالت:يال هنائك يا عصفور، تطير في الأرجاء، و تعلوا في السماء، تطير في كل مكان، و قلبك خال من الأحزان.

رد عليها العصفور:إنك صغيره و بمعرفة الحياة فقيرة.

أنا أطير في كل مكان و لكن الخطر يلازمني في كل وقت اما بطلقة نار من صياد أو بمخلب صقر، كلما أبني عشا لي اضع فيه أبنائي أعود و أجد العش دمر و يجري بين حطامه دم أبنائي أرا الريش المنثور و قلبي بالنار يثور.

اسافر في الفضاء أبحث عن الإستقرار و لكني أنا العصفور الوحيد لامسكن، لامأوى، أبنائي قتلوا و أملي في الحياة انقطع باحث عن الأمان باحث عن الحنان.

قالت الفتاة و قد ذرفت عيناها الدموع: لديك جناحان و لم تبعد عنك الأحزان أنت يا عصفوري كالإنسان و قصتك تشبه قصتي كثيرا.

كنت أعيش في أمن و سلام في بيت جميل في ركن هاديء و سط أهلي الذين أعطوني الحب و الوئام أنام في حضن أمي و أجد فيض الحنان عندما أمسك يد أبي كنت العب مع أخي الصغير و أجمع معه الزهور و نهديها لأبي و أمي حتى ذلك اليوم الذي دمر فيه بيتي الجميل احرقه الأعداء أحرقوه ليحرقوا قلوبنا لتلتهم نيرانه جسد اخي الصغير و قلب أبي ليكون مصيرهما النوم تحت حطام المنزل.نجوت أنا و أمي بأعجوبه هربنا و السماء تمطر علينا بصواريخ و عيون امي تمطر دموعا لفراق أبي و أخي حتى وجدنا هاذا المكان تحت هذه الشجرة و جدنا الأمان و لكن أين الحب و الحنان منذ ذلك اليوم المشؤوم و دموع أمي تنسكب مثل الشلال حتى انطفأ وميض بصرها.... نعم أصبحت عمياء.

لأبقى أنا الوحيدة أنا الوحيدة أعانق الذكريات..... آه يا عصفوري لو تعلم كم أفتقد حظن أبي الدافيء كم أفتقد ضحكات أخي الصغير افتقد حديقة الأزهار و الكعك الذي كانت تخبزه أمي.

قال لها العصفور:كفكفي دموعك يا صغيره و اتركي الأحزان فغدا ينجلي السحاب و يبزغ الحق دعي عنك الأحزان و تعالي كي نلعب و نتسابق في ذاك البستان.

امسحي دموعك و تعالي معي نقطف زهور الحياة و الأمل نهديها لمن نحب.

قالت الفتاة و قد رسمت في محياها بسمة جميلة: صدقت يا عصفور فالنترك الحزن نخبئه في قلبنا و لنظهر السعادة و نبديها بأملنا في الحياة.